الفرق بين الفيب والسجائر العادية: دراسة مقارنة

شهدت السنوات الأخيرة تزايدًا ملحوظًا في استخدام أجهزة التدخين الإلكتروني، المعروفة بـ”الفيب” (Vape)، كبديل عن السجائر التقليدية. وقد أثار هذا التحول اهتمامًا كبيرًا من قبل الباحثين وصنّاع القرار والهيئات الصحية، نظرًا لتأثيراته المحتملة على الصحة العامة وسلوكيات التدخين. في هذه المقالة، نقدم مقارنة شاملة ومحايدة بين الفيب والسجائر العادية من حيث التركيب، التأثيرات الصحية، الانتشار، والآثار الاجتماعية والاقتصادية.

الفرق بين الفيب والسجائر العادية: دراسة مقارنة

التعريف والتركيب

السيجارة التقليدية

السجائر العادية هي منتجات تبغ تحتوي على أوراق التبغ المقطعة الملفوفة بورق رقيق، وتُشعل عادة من أحد الأطراف. عند احتراق التبغ، يُنتج دخان يحتوي على النيكوتين ومجموعة واسعة من المواد الكيميائية، بعضها معروف بتسببه في أمراض خطيرة مثل السرطان وأمراض القلب والرئة.

الفيب (السجائر الإلكترونية)

الفيب هو جهاز إلكتروني يُستخدم لتسخين سائل يحتوي غالبًا على النيكوتين، بالإضافة إلى مواد مثل البروبلين غليكول، الجلسرين النباتي، ونكهات متنوعة. لا يتم حرق السائل، وإنما يُبخّر ليُستنشق، مما يلغي عملية الاحتراق المرتبطة بالسجائر العادية.

التأثيرات الصحية

السجائر العادية

وفقًا لمنظمة الصحة العالمية، تحتوي السيجارة الواحدة على أكثر من 7000 مادة كيميائية، منها ما لا يقل عن 70 مادة مسرطنة. ويُعد التدخين السبب الرئيسي للعديد من الأمراض المزمنة، مثل:

  • سرطان الرئة والفم والمثانة.

  • أمراض القلب والأوعية الدموية.

  • الأمراض التنفسية المزمنة مثل مرض الانسداد الرئوي المزمن.

الفيب

رغم أن الدراسات حول الفيب لا تزال في مراحلها الأولى مقارنة بالسجائر التقليدية، تشير الأدلة الأولية إلى أن الفيب يحتوي على عدد أقل من المواد السامة. ومع ذلك، لا يخلو من المخاطر، حيث قد يؤدي إلى:

  • التهيج في الجهاز التنفسي.

  • الإدمان على النيكوتين.

  • احتمالية وجود ملوثات في بعض السوائل الإلكترونية.

  • آثار طويلة الأمد غير معروفة بعد، خصوصًا عند الاستخدام المتكرر.

المقارنة

الجانب السجائر العادية الفيب
وجود النيكوتين نعم نعم (غالبًا)
احتراق المواد نعم لا
عدد المواد الكيميائية الضارة مرتفع جدًا أقل، لكن موجود
خطر السرطان مرتفع أقل وفقًا للدراسات الحالية
الاعتماد والإدمان مرتفع محتمل أيضًا

التأثيرات الاجتماعية والاقتصادية

التقبل الاجتماعي

تواجه السجائر العادية رفضًا اجتماعيًا متزايدًا في العديد من الدول بسبب وعي الناس بأضرارها ورائحتها النفاذة. أما الفيب، فيُنظر إليه من قِبل بعض المستخدمين كخيار “أكثر تحضرًا” أو “أقل إزعاجًا”، لا سيما في الأماكن العامة، رغم أن بعض الجهات الصحية تحذر من تطبيع سلوك التدخين عمومًا.

التكلفة

قد تكون تكلفة الفيب الأولية مرتفعة بسبب الحاجة لشراء الجهاز والسوائل، لكنها على المدى الطويل قد تكون أقل من تكلفة شراء السجائر بشكل يومي. ومع ذلك، يعتمد ذلك على نمط الاستهلاك الفردي.

تأثيره على غير المدخنين

كلا النوعين يُثيران الجدل بشأن “التدخين السلبي”. في حين أن الضرر الناتج عن تدخين السجائر معروف على نطاق واسع، لا تزال الدراسات حول أثر “البخار السلبي” للفيب قيد البحث.

التنظيم والقوانين

السياسات المتعلقة بالسجائر

معظم الدول تطبق قيودًا صارمة على بيع وتسويق وتدخين السجائر، بما في ذلك:

  • حظر التدخين في الأماكن العامة.

  • فرض ضرائب عالية.

  • التحذيرات الصحية على العلب.

السياسات المتعلقة بالفيب

يختلف تنظيم الفيب من دولة لأخرى:

  • بعض الدول تفرض تنظيمًا شبيهًا بالسجائر.

  • دول أخرى تسمح به مع قيود أقل.

  • وهناك دول تحظره بالكامل.

ويُلاحظ أن الهيئات الصحية، مثل منظمة الصحة العالمية، تدعو إلى مزيد من التنظيم والرقابة على صناعة الفيب، خصوصًا من ناحية حماية القُصّر.

هل الفيب بديل آمن للإقلاع عن التدخين؟

تروج بعض الشركات المصنعة للفيب له كأداة للمساعدة في الإقلاع عن التدخين، لكن الموقف العلمي لا يزال متباينًا:

  • تشير بعض الدراسات إلى أن الفيب قد يساعد بعض الأشخاص على تقليل استهلاكهم للسجائر أو الإقلاع عنها.

  • ومع ذلك، تُحذر الهيئات الصحية من استخدام الفيب دون إشراف طبي، وتفضل اعتماد وسائل الإقلاع المعتمدة مثل العلاجات النيكوتينية البديلة (NRT).

 الفرق بين الفيب والسجائر العادية: دراسة مقارنة

لا شك أن الفيب والسجائر العادية يختلفان في آلية العمل، التركيب، والتأثيرات الصحية والاجتماعية. ورغم أن الفيب قد يُعد خيارًا “أقل ضررًا” لبعض المدخنين البالغين، إلا أنه ليس خاليًا من المخاطر، ولا ينبغي اعتباره منتجًا آمنًا تمامًا، خاصة على المدى الطويل. في ضوء الأدلة الحالية، يُوصى باتباع نهج حذر، وتعزيز التوعية العامة حول كلا النوعين، مع التركيز على الوقاية وتقليل الاعتماد على النيكوتين بكافة أشكاله.